الناس فيه أقرب إلى الحيوانات التي لا يهمها سوى إشباع نهمها، وتلبية حاجاتها، ولو كان في ذلك تعاسة الآخرين، ولذلك فليس عجيبًا أن يأتي سيل من النصوص آمرًا بأداء الأمانات والوفاء بالعهود {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27].
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58].
{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].
{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} [النحل: 91].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1].
وعدّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - الكذب في الحديث، والخلف بالوعد، وخيانة الأمانة، من علامات النفاق، ففي الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان"، متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كان فيه خصلة فهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" متفق عليه.
6 - البخل:
مدح الله الذين زكوا أنفسهم بتخلصهم من الشح فقال: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16].