ولمز الناس وهمزهم، يكون بالسخرية بهم والطعن في أعراضهم وذكر عيوبهم، ونبزهم بالألقاب: أي مناداتهم بألقاب وأوصاف يكرهونها، وقد أشارت الآية إلى أن المسلمين كالجسد الواحد، فمن رمى أخاه أو لمزه أو نبزه بلقب يكرهه فكأنما فعل ذلك بنفسه، لأن الأمة الإسلامية وحدة واحدة.

ومما حذر الله منه اتهام الآخرين اتهامات تقوم على الظنون، فإن الظنون تفسد العلائق بين الناس، وتقود إلى مزالق في الأحكام والتصرفات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12].

ومما حذرنا الله منه التجسس، لمعرفة أسرار الآخرين والاطلاع على عوراتهم {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12].

وحذرنا تبارك وتعالى من الجريمة النكراء وهي اغتياب الناس، وعدّ المغتاب بمثابة ذلك الذي يأكل لحم أخيه وهو ميت {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].

"والغيبة ذكرك أخاك بما يكره (?) " كذلك عرفها الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته وكذبت عليه.

المبحَث السادس جملة من الآداب الشرعية

والآداب الشرعية كثيرة جدًّا، منها إكرام الضيف، وفي الحديث: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" (?) ومنها الاستئذان عند الدخول {يَا أَيُّهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015