اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها، ومن النصوص الآمرة بصلة ذوي القربى، قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَينِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى} [البقرة: 83].
{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75].
{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الروم: 38].
وقد يظن كثير من الناس أن صلة الرحم تذهب الأوقات والأموال، فأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الأمر على خلاف ما يظنون، ففي الحديث الذي يرويه أنس بن مالك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه (?) "، وفي الحديث أن الله قال للرحم: "أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك قالت: بلى يا رب، قال فهو لك (?) "، وفي الحديث الآخر "إن الرحم شُجْنَة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته" ومن قطعك قطعته (?) ".
وتكون صلة الرحم بالتوادد والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة، والإنفاق على القريب، وتفقد أحوال الأقارب، والتغافل عن زلاتهم، والدعاء لهم، والمعنى الجامع: إيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة، وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفارًا أو فجارًا، فيوصلون إذا كانت صلتهم تقربهم إلى