أَرَادَ. فَقلت للغلام: أحضرها، وساومني الرجل بهَا، فبعتها بِمِائَة وَثَلَاثِينَ دِينَارا. وابتعت بهَا للشَّيْخ من طرائف الصين. وَخَرجْنَا فوافينا الْمَدِينَة، وبعت تِلْكَ الطرائف فبلغت سَبْعمِائة دِينَار، وصرت إِلَى الْبَصْرَة إِلَى الْموضع الَّذِي وَصفه الشَّيْخ، ودققت بَاب دَاره، وَسَأَلت عَنهُ، فَقيل: قد توفّي قلت: فَهَل خلّف أحدا يَرِثهُ؟ قَالُوا: لَا نعلم إِلَّا ابْن أَخ لَهُ فِي بعض نواحي الْبَحْر. قَالَ: فتحيّرت، وَقيل لي: إِن دَاره مَوْقُوفَة فِي يَد أَمِين القَاضِي، فَرَجَعت إِلَى الأُبُلّة وَالْمَال معي. فَبينا أَنا ذَات يَوْم جَالس إِذْ وقف على رَأْسِي رجل فَقَالَ: أَنْت فلَان؟ قلت: نعم. قَالَ: أَكنت خرجت إِلَى الصين؟ قلت: نعم. قَالَ: وبعت رجلا هُنَاكَ رصاصا؟ قلت: نعم. قَالَ: أفتعرف الرجل وتأملته؟ قلت: أَنْت هُوَ. قَالَ: نعم. إِنِّي قطعت من تِلْكَ الرصاصة شَيْئا لَاسْتَعْمَلَهُ، فَوَجَدتهَا مجوفة، وَوجدت فِيهَا اثْنَي عشر ألف دِينَار، وَقد جِئْت بِالْمَالِ، فَخذ، عافاك الله. فَقلت لَهُ: وَيحك {} وَالله مَا المَال لي، وَلكنه كَانَ من خَبره كَذَا وَكَذَا، وحدثته. قَالَ: فَتَبَسَّمَ الرجل، ثمَّ قَالَ: أتعرف الشَّيْخ؟ قلت: لَا. قَالَ: هُوَ عمي، وَأَنا ابْن أَخِيه، وَلَيْسَ لَهُ وَارِث غَيْرِي، وَأَرَادَ أَن يزوي هَذَا المَال عني، وَهُوَ هرّ بني من الْبَصْرَة سبع عشرَة سنة، فَأبى الله إِلَّا مَا ترى على رغمه. قَالَ: فأعطيته الدَّنَانِير كلّها وَمضى إِلَى الْبَصْرَة وَأقَام بهَا. قَالَ بَعضهم: جلس رجل إِلَى قوم، فصاح بِهِ إِنْسَان من خَلفه، فَالْتَفت إِلَيْهِ فَمَاتَ. فَقيل لِابْنِهِ: كَيفَ مَاتَ أَبوك؟ فَحكى لَهُم كَيفَ مَاتَ أَبوهُ والتفت وَمَات هُوَ أَيْضا. قَالَ يحيى بن الْيَمَان: رَأَيْت رجلا بَات أسود الرَّأْس واللحية شابّاً ملْء الْعين، نَام لَيْلَة فَرَأى فِي مَنَامه كَأَن النَّاس قد حُشروا، وَإِذا بنهر من لَهب النَّار، وَإِذا بجسر يجوز النَّاس عَلَيْهِ، يُدعون بِأَسْمَائِهِمْ. فَإِذا نُودي الرجل أجَاب، فنجا أَو هلك. قَالَ: فدُعي باسمي، فَدخلت الجسر، فَإِذا هُوَ كحدّ السَّيْف يمور بِي يَمِينا وَشمَالًا. قَالَ: فَأَصْبَحت أَبيض الرَّأْس واللحية. قَالَ عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر: حدثنب أَبُو مُحَمَّد الرباطي - رِبَاط خاوة من عمل جرجان - قَالَ: كنت قباراً، فَبينا أَنا فِي منزلي إِذْ طرقني لَيْلًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015