¤محمد بن عبدالله الغبان£بدون¥دار ابن الجوزي - الدمام¨الأولى¢1421هـ€حديث¶فضائل مكة المكرمة
الخاتمة: أحمد الله عز وجل وأشكره، وأثني عليه الخير كله، فهو المحمود على كل حال، وهو المحقق للآمال. وبعد فهذا أوان حط الرحال، بعد المسيرة المباركة في رحاب السنة العطرة، حول المكان المبارك، حرم الله الآمن، فلقد عشت سنينا وأياما سعيدة - رغم مشاق البحث والتنقيب - وتوصلت من خلال هذا البحث إلى النتيجة التالية:
1 - بلغ عدد الأحاديث التي جمعتها ودرستها (498) حديثا وأثرا، توزعت على النحو التالي:
• 120 حديثا وأثرا صحيحا بذاته ولغيره.
• 98 حديثا وأثرا حسنا بذاته ولغيره.
• 161حديثا وأثرا ضعيفاً.
• 119حديثا وأثرا ضعيفا جدا أو تالفا أو موضوعا.
ويدخل في الصحيح ما أخرجه البخاري ومسلم أو أحدهما، ويدخل في الحسن بعض الأحاديث المحتملة لذلك، وكذا الضعيفة التي تقوي الجزء محل الشاهد من إيراده. وقد تابعت في قليل من هذه الأحكام علماء معتبرين، وذلك حيث لا يترجح لي شيء، أو لاحتمال وقوفهم على ما لم أقف عليه، ونحو ذلك، وأدخلت الأحاديث التي لم أقف على بعض رجال أسانيدها أو كلهم في قسم الضعيف، إلا إذا دلت الشواهد على أن الحديث ضعيف جدا أو أسوأ من ذلك.
2 - مكة والمدينة لا يفضلهما بلد آخر، وقد بلغ عدد الأحاديث التي تشمل البلدين بالفضل نحو: (103) أحاديث منها (95) حديثا خرجها الدكتور الرفاعي في كتابه: الأحاديث الواردة في فضائل المدينة.
3 - عقدت فصلا خاصا بفضل جزيرة العرب، وضمنته (24) حديثا في فضلها وفضل الحجاز؛ لأن مكة تدخل في ذلك دخولا أوليا كما لا يخفى. 4 - لم أكن أتوقع أن يصل عدد الأحاديث إلى ما وصل إليه، وهذا يدل على أن البحث والاستقراء التام ضروري للقيام بأي بحث من هذا القبيل.
5 - جمع طرق الحديث والمقارنة بينها سبيل للوصول إلى الحقيقة، فكم من حديث له طرق كثيرة اغتر بها بعض الأكابر، فصحح الحديث أو قواه بناء على ذلك والحال أن هذه الطرق مرجوحة أو تعود في حقيقتها إلى طريق واحد.
6 - تتبع أقوال العلماء في الرواة والمقارنة بينها هو منهج المحدثين النقاد، لذا فإن السير على منهجهم كفيل في استخراج الأحكام الصحيحة على الرواة.
7 - الناظر في الأحاديث الثابتة في فضل مكة يرى أفضليتها المطلقة على جميع البلدان، بما في ذلك المدينة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام. 8 - الفوائد العلمية للبحوث كثيرة، ففيها التمرن على ممارسة البحث والمناقشة، والوقوف على النكات العلمية ومصطلحات العلوم ومفرداتها. 9 - عقدت تمهيدا، تناولت فيه أسماء مكة، وحدودها، وبعض ما صنف في فضائلها، وقد ظهر من ذلك التمهيد كثرة أسماء مكة؛ لمكانتها، وشرفها. وأشرت إلى كثرة الأعلام المحيطة بها، واعتناء الأجيال ببنائها، والمحافظة عليها. ولم أقف على مصنف حديثي في فضلها على الصورة التي قمت بها، والحمد لله على ذلك.