وَمن بَقِي من أنجاد الفرسان وَمن لَهُم النّظر بغرناطة وَسَارُوا إِلَى أَمِيرهمْ مُحَمَّد بن عَليّ فأعلموه بِحَال النَّاس وَمَا هم فِيهِ من الضعْف وَشدَّة الْجُوع وَقلة الطَّعَام وَأَن بلدهم بلد كَبِير لَا يقوم بِهِ طَعَام مجلوب فَكيف وَلم يجلب إِلَيْهِ شَيْء وَأَن الطَّرِيق الَّتِي كَانَت يَأْتِيهم عَلَيْهَا الطَّعَام والفواكه من الْبشرَة انْقَطَعت وَأَن أنجاد الفرسان هَلَكُوا وفنوا وَمن بَقِي مِنْهُم أثخن بالجراحات وَقد امْتنع عَنْهُم الطَّعَام وَالزَّرْع والحرث وَأَن رِجَالهمْ هَلَكُوا فِي تِلْكَ الْمَلَاحِم ثمَّ قَالُوا لَهُ إِن إِخْوَاننَا الْمُسلمين من أهل عدوة الْمغرب بعثنَا إِلَيْهِم فَلم يأتنا أحد مِنْهُم وَلَا عرج على نصرتنا وإغاثتنا وعدونا قد بنى علينا وَسكن مَعنا وَهُوَ يزْدَاد قُوَّة وَنحن نزداد ضعفا والمدد يَأْتِيهِ من بِلَاده وَنحن لَا مدد لنا وَهَذَا فصل الشتَاء قد دخل ومحلة عدونا قد تَفَرَّقت وضعفت وَقد قطع عَنَّا الْحَرْب وَإِن تكلمنا مَعَه الْآن قبل منا وأعطانا كل مَا نطلب مِنْهُ وَإِن بَقينَا حَتَّى يدْخل فصل الرّبيع تَجْتَمِع عَلَيْهِ جيوشه مَعَ مَا يلحقنا نَحن من الضعْف والقلة فَلَنْ يعود يقبل منا مَا نطلبه مِنْهُ وَلَا نَأْمَن نَحن على أَنْفُسنَا من الْغَلَبَة وَلَا على بلدنا مِنْهُ فَإِنَّهُ قد هرب لمحلته من بلدنا أنَاس كَثِيرُونَ يدلونه على عوراتنا ويستعين بهم علينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015