برجها تحصينا عَظِيما وأشحنه بِكَثِير من الْأَطْعِمَة وَآلَة الْحَرْب والمنعة المنيعة ليظْهر لمن رَآهُ أَن لَا طَاقَة لأحد بِأَخْذِهِ لما يرَاهُ من تشييد بنائِهِ وتحصينه وتشعب أسوراه ظنا مِنْهُم أَن أهل غرناطة لَا طَاقَة لَهُم بِأَخْذِهِ وَلَا لَهُم قُوَّة لفتحه
فحين نزل أهل غرناطة مَعَ أَمِيرهمْ مُحَمَّد بن عَليّ بقرية هَمدَان تحصن من بهَا من النَّصَارَى والمرتدين بحصنهم ودارت بهم جيوش الْمُسلمين من كل جَانب بِالْقِتَالِ الشَّديد حَتَّى قربوا من السُّور الأول فَجعلت كل طَائِفَة من الْمُسلمين نقبا حَتَّى دخلُوا مَعَهم فِي الحزام الأول ثمَّ فِي الحزام الثَّانِي ثمَّ فِي الحزام الثَّالِث حَتَّى ألجؤوهم إِلَى دَاخل البرج وَذَلِكَ بعد محاربة عديدة وقتال شَدِيد اسْتشْهد فِيهِ جمَاعَة من الْمُسلمين رَحِمهم الله تَعَالَى
وَحين وصل الْمُسلمُونَ إِلَى أصل البرج أخذُوا فِي نقبه فَجعلُوا