ودلّ بالمجاهدة بأنفسهم على الشجاعة والحلم، اللذين هما تابعان بالضرورة لإصلاح الحمية وإسلالها للدين والعقل حتى تنبعث مهما انبعثت، وتسكن مهما سكن. وعليه دلّ قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُر بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَن الجاهِلِين) . وقال عليه السلام في تفسيره: " هو أن تعفو عمن ظلمكَ، وتعطي من حرمَك، وتصل من قطعك، وتحسن لمن أساء إليك ". فالعفو عمّن ظلمك هو نهاية الحلم والشجاعة، وإعطاء من حرمك هو نهاية الجود، ووصل من قطعك هو نهاية الإحسان.
مثل نفس الإنسان في بدنه كمثل والِّ في مدينته ومملكته. وقواه وجوارحه الخادمة للبدن بمنزلة الصنّاع والعملة، والقوة العقلية المفكرة له، كالمشير الناصح والوزير العاقل.