ميزان العمل (صفحة 136)

فقال: " لأنه سريع المرح فاحش الأشر فأخاف أن يجمع بي فيورّطني. ولئن أحمله على الشدائد أحب إليّ من أن يحملني على الفواحش ". فإن قلت: فما المقدار المحمود؟ فعلم أنه نبه عليه السلام على التقدير بخبرين، أحدهما قوله: " حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس "، فأما اللقيمات فهي دون العشرة ويقرب منه قوله عليه السلام: " المؤمن يأكل في معي واحد، والمنافق يأكل في سبعة أمعاء "، والأحب الأكل في سبع البطن، فإن غلب النهم ففي الثلث. وأظن أن الحد ثلث في حق الأكثر، وإن كان ذلك قد يختلف باختلاف الأشخاص. وعلى الجملة فلا بد أن يكون دون الشبع، حتى يخف البدن للعبادة والتهجد باليل، وتضعف القوى عن الانبعاث إلى الشهوات.

وأما المحظور فهو التناول مما حرم الله عز وجل من مال الغير أو المحرمات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015