وتصانيفِ أصحابنا رحمهم الله في هذا النوع قسمان:
قسم وقع في غاية الإحكام والإتقان، لصدوره (?) ممن جمع الفروع والأصول، وتبحر في علوم (?) المشروع والمعقول، مثل الكتاب الموسوم بـ "مآخذ الشرائع" والموسوم بكتاب "الجدل" للشيخ الإمام الزاهد رئيس أهل السنة: أبي منصور المتريدي السمرقندي (?) رحمه الله" ونحوهما من تصنيف أستاذيه وأصحابه رحمهم الله (?).
وقسم وقع في نهاية التحقيق والمعاني، وحسن الترتيب والمباني، لصدوره ممن تصدى لاستخراج الفروع من ظواهر المسموع. غير أنهم لما لم يتمهروا (?) في دقائق الأصول. في قضايا العقول أفضى رأيهم إلى رأي المخالفين في بعض الفصول.
ثم هجر القسم الأول: إما لتوحش (?) الألفاظ والمعاني، وإما لقصور الهمم والتواني. واشتهر القسم الآخر (?)، لميل الفقهاء إلى الفقه المحض، وإن وقع في البعض شوب (?) المخالفة والنقض. وكلا أن يكون ذلك منهم عن قصد واعتقاد، فظن (?) السوء في أمثالهم إثم وعناد - لكن إصابة (?) التفريع بدون إحكام الأصل، والأمن عن الزلل، خارج عن العقل.