وروى ابن كثير في البداية عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: " لأن أخرّ من السماء إلى الأرض أحب من أن أُشرَك في قتل عثمان " (?) .
قال ابن الزبير: "لعنت قتلة عثمان، خرجوا عليه كاللصوص من وراء القرية، فقتلهم الله كل قتلة، ونجا من نجا منهم تحت بطون الكواكب "، يعني هربوا ليلا، وأكثر المسلمين كانوا غائبين، وأكثر أهل المدينة الحاضرين لم يكونوا يعلمون أنهم يريدون قتله حتى قتلوه (?) .
وقال كنانة مولى صفية:"كنت أقود بصفية، لترد عن عثمان، فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى (مالت) فقالت: ردوني ولا يفضحني هذا الكلب، ولما أخفقت في الوصول إلى دار عثمان، وضعت خشبًا بين سطح منزلها وسطح منزل عثمان - وكانت جاره - لنقل الطعام والشراب " (?) .
فهذا يدلنا على هذا الموقف المجمع عليه من الصحابة رضي الله عنهم في استنكارهم لهذا الحدث المفجع الذي وقع من أولئك الغلاة الذين استحلوا دم خليفة المسلمين وقتلوه وهو يقرأ القرآن الكريم ظلمًا وعدوانًا، فكان موقف الصحابة - رضي الله عنهم - موقف المستنكر لهذا التصرف.