ومما يدل على صبر عثمان رضي الله عنه وثباته عند الفتنة ماورد عن أبي سهلة قال: قال لي عثمان يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليّ عهدًا، فأنا صابر عليه (?) .
وقبل استشهاده بيوم يرى عثمان - رضي الله عنه - في المنام اقتراب أجله، فيستسلم لأمر الله تعالى، ويأمر من كان عنده في الدار وكانوا سبعمائة تقريبًا من المهاجرين والأنصار يأمرهم أن يكفوا أيديهم، ويذهبوا إلى منازلهم، كما قال لرقيقه: من أغمد سيفه فهو حر (?) .
ويتسور الثوار داره، وتتوزع سيوفهم دماءه الطاهرة، وهو صائم يقرأ القرآن (?) .
وبذلك يتحقق ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم من وقوع الفتنة , وأن عثمان رضي الله عنه على الحق وأنه سيقتل ظلمًا وذلك لما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقال: «يُقتل فيها هذا مظلومًا» يعني عثمان رضي الله عنه (?) .
وروى ابن ماجة في "سننه" من طريق عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر يومًا، فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله يعني الخلافة فلا تخلعه"، يقول ذلك ثلاث مرات» (?) .