على أحاديث الأحكام في كتابه " أصول الشريعة المحمدية " The Origins Of Muhammadan Jurisprudence وكتابه الآخر Introduction to Islamic Law، " مقدمة في الفقه الإسلامي " وهو يهودي الديانة بريطاني الجنسية، وقد أكد شاخت على اختلاق الأحاديث، وأثنى كيب وسافوري [ Savory] على كتابه، واعتبره كيب أساسًا لكافة الدراسات في الحضارة الإسلامية والتشريع الإسلامي في الغرب - على الأقل - في حين عَدَّهُ سافوري من أكبر علماء الشريعة الإسلامية في العالم (?).

وقد درس شاخت في مؤلفه " أصول الشريعة المحمدية " كتابي " الموطأ " لمالك و" الأم " للشافعي ثم عَمَّمَ نتائج دراسته على كتب الحديث والفقه الأخرى، فقال بنظرية «القذف الخلفي» لتفسير تطور الأسانيد، وتتلخص آراؤه في زعمه اختلاق الجزء الأكبر من الأسانيد، واعتقاده أَنَّ أقدم الأحاديث لا يرقى إلي ما قبل سَنَةِ 150هـ، وَأَنَّ الأحاديث اختلقها الفقهاء وأصحاب الفرق، وأن الشافعى هو الذي استحدث مبدأ حُجِيَّةَ السُنَّةِ، وكان العمل قبله على السُنَّةِ المذهبية، وقد كان أثره كبيرًا على جيله من المستشرقين.

لقد طعن شاخت في سند مالك عن نافع عن ابن عمر بِأَنَّ نافعًا مات ومالك صغير، وهذا خطأ، فمالك كان صاحب حلقة في مسجد المدينة في حياة نافع. وقد رَدَّ روبسون على شاخت في هذا السند في مقاله «الإسناد في الحديث النبوي» (?) وفي هذه المقالة عَدَلَ عن آرائه التي تابع فيها شاخت عندما نشر بحثه (?)، حيث كان يَشُكُّ في جملة الأحاديث ويرى أَنَّ ما يمكن عزوه إلى الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو القرآن وحده. والملاحظ أن كيوم وواط وروبسون كلهم من رجال الكنيسة.

وقد ظهر توجه نحو دراسة موارد الحديث وَنَقْدِ بعض وثائقه عند روبسون (ولد 1890 م) الأستاذ في مانشستر منذ سَنَةِ 1949 م، وقد أثبت أَنَّ ثمة مادة أصلية من الأحاديث خِلاَفًا لما ذهب إليه شاخت ومن قبله جولدتسيهر، كما أنه لم يوافق كايتاني وشبرنجر (1813 - 1893 م) في القول بأن أسانيد عُروة بن الزبير (ت 93 هـ) مختلقة ألصقها به المُصَنِّفُونَ المُتَأَخِّرُونَ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015