علم الرّوم بِدُخُول الجيوش الإسلامية أَرضهم، فَكَتَبُوا إِلَى هِرقل، وَكَانَ بالقدس فَقَالَ هِرقل: أرى أَن تصالحوا الْمُسلمين، فو الله لِأَن تصالحوهم على نصف مَا يحصل من الشَّام وَيبقى لكم نصفه مَعَ بِلَاد الرّوم أحب إِلَيْكُم من أَن يغلبوكم على الشَّام وَنصف بِلَاد الرّوم2.
وأغضبت هَذِه النَّصِيحَة قواد الرّوم، وظنوا أَن الإمبراطور قد وَهن وَضعف وسيسلم الْبِلَاد للغزاة الفاتحين، وَالْحق أَن هِرقل قد ضعف أَمَام غضبة قواده، وعزم على قتال الْمُسلمين مَعَ يقينه بالهزيمة، وَجمع هِرقل الثائرين، وَتوجه بهم إِلَى حمص، وَهُنَاكَ أعد جَيْشًا ضخم الْعدَد كثير الْعدَد، وقسمه أَرْبَعَة أَقسَام، وَجعل كل قسم مِنْهُ يُقَابل فرقة من جَيش الْمُسلمين ليوهنهم ويشغلهم عَن مناصرة إخْوَانهمْ.