أبوه يريده أن يتزوج قريبته المتساوية معه في السنّ

ƒـ[أنا مسلم مستقيم, ولله الحمد , وأشارك في أعمال التبليغ والدعوة. والشيء الذي يزعجني ويجعلني أحس أنني لا أبذل جهدا كافيا تجاه ديني وحياتي الأخروية، هو عندما أفكر في والدي.

والدي متمسك بالشعائر الإسلامية، وقد تعلمت الإسلام عنه. لدي 3 أخوة كبار وكلهم متزوجون. كنا عائلة مترابطة وكان الجو العائلي في البيت جميل، إلى أن حان وقت زواج إخوتي. كان والدي يريد منهم أن يتزوجوا ببنات عمي/خالي, لكنهم كانوا يعارضون ذلك وتزوجوا من فتيات أخريات لم يكنّ من الأقارب. لذلك, فإن والدي لم يعد يعاملهم بنفس الطريقة السابقة , وهو يحاول دائما صرف انتباهه عنهم وتجاهلهم. وقد أراعني تصرفه بتلك الطريقة لأنه مسلم قوي ويحترم الإسلام وتعاليمه.

والآن حان وقت زواجي، ووالدي يرغب في أن أتزوج بإحدى بنات عمي/خالي. والمشكلة التي أواجهها هي أني وابنت عمي/خالي قريبان من بعضنا لأننا من نفس السن تقريبا، وقد كنا ندرس سويا في أغلب مراحل دراستنا. وعليه, فإني أعرفها كأخت لي، ووالدي الآن يريدني أن أتزوج بها، وقد أصبحت في مأزق خطير. أنا أعرف حقوق والدي عليّ، وأنه سبب لدخول الجنة.

ومشكلة والدي هي أنه لا يعبر عما يجول في نفسه بالقول، بل إنه يتصرف وكأنه لا وجود لي. إنه يتحدث معي ويتصرف بطريقة عادية لكن وكأني غريب أو طفل لغيره , إنه يتصرف وكأن خطأ لم يقع. لكن هذا النوع من السلوك يجعلني أعاني كثيرا, وأظن أنه لا يريد أن ينظر إليّ. لكن المسألة تتعلق بحياتي بالفتاة التي سأقضي حياتي معها. ومع ذلك, فقد أكون في خطر يدمر لآخرتي إذا أنا أغضبت والدي.

وسؤالي هو: كيف أتصرف في هذه المشكلة؟ كيف أتمكن من جعل أبي يرجع كما كان عليه في السابق؟ أرجو إرشادي حول هذا الموضوع.]ـ

^الحمد لله

أيها الأخ المسلم اعلم أنّ دوام الحال من المُحال وسبحان الذي يغّيّر أحوال العباد ويصرّفه كيف شاء عزّ وجلّ، والنصيحة لك في مشكلتك هذه أن تفكر أولاً في الزواج من قريبتك التي إقترح والدك الزواج منها، وبغض النظر عن المعرفة السابقة، فإذا كانت بصفة عامة تملك صفات الزوجة الصالحة التي تريد، ولم يكن فيها صفة سيئة ترى أنك لا تصبر عليها، فتزوجها ولعل الله أن يكتب لك الخير بذلك ويكون برّك بأبيك سببا لسعادتك الزوجية.

أما إذا كان هناك عيبٌ واضح يمنع الزواج منها، فاشرح ذلك لوالدك، وحاول إقناعه بأن إرغام الرجل على اختيار زوجة لايميل إليها قد يكون سبباً في فشل زواجه، وقد يعود بالضرر على تلك الفتاة أيضا. وانصح إخوانك بالاجتهاد في برّ أبيك ومواصلته لتقوية العلاقات وإصلاح ما تغيّر، والله الموفق.

‰من إجابة للشيخ محمد بن عبد الله الدويش

طور بواسطة نورين ميديا © 2015