ƒـ[والدي شخص شديد الغضب. إنه يصرخ ويحلف بشكل متواصل تقريبا. وإذا فقد أعصابه, فإنه يحطم الأشياء المحيطة بالمنزل. لقد حاول ضرب والدتي في إحدى المرات لكننا منعناه. وإذا كان غاضبا, فإنه يطلق علينا ألفاظا لا تقال إلا لأهل البغاء والشذوذ الجنسي. أما إن كان مرتاحا, فإنه يدّعي أنه مسلم جيد. لقد طبعت له نسخة عن مقالة وجدتها في موقعك تتعلق بتحكم الشخص في غضبه, لكنه لم يأخذ الأمر بالجدية اللازمة. أنا لا أحتاج إليه وكذلك حال إخوتى. وأجد من الصعب التصديق بأن علينا، حتى في ظل هذه الظروف, أن نحترمه عندما ينزل إلى أقل مرتبة ويشتمنا. أنه قد يكون خطيرا أيضا, إنه يهدد بإلحاق الأذى بنا, وأنا أخاف أنه سيفعل ذلك يوما ما. ما هو الحكم في بر الوالد إذا كان حاله على هذه الصورة؟ هل يمكننا الانتقال عنه؟.]ـ
^الحمد لله
إذا كنتم لا تتسببون في إغضابه وإزعاجه فلا حرج عليكم، لكن مع ذلك يجب عليكم الإحسان إليه وبرِّه، فالله تبارك وتعالى قد أمر ببرِّ الوالدين ولو كانا على الشرك، فكيف بما هو دونه؟
أما الانتقال عنه فإذا كان يرضى بذلك، وكان الانتقال عنه أصلح وأنفع فلا حرج، وإلاَّ فاجتهدوا في الصبر على ما تلاقون منه، ولن يضيع ذلك فسوف تلقونه عند الله تبارك وتعالى.
وإذا كان الإنسان الموظف يتحمّل سوء خلق مديره ويصبر عليه وعلى غضبه وشتائمه لأجل راتب الوظيفة والاحتفاظ بها فصبرك على أذى والدك وشتائمه ابتغاء مرضاة الله وثوابه أحرى وأولى، ولو مات بعدما صبرت عليه فلن تندم وأما لو مات وأنت منابذ له وهاجرٌ ومفارق فقد تلوم نفسك وتقول يا ليتني صبرت ويا ليتني تحملت، وأرجو أن تبلغ والدك مني السلام وتقول له من جاهد نفسه فلم يغضب فله الجنة كما بشّر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأبلغه أن تحطيم الأثاث إضاعة للمال وعمل محرّم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن إضاعة المال وأخبره أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان عفيف اللسان فليقتد به كما قال الله: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وإذا غضب أبوكم فلا تنصحوه حال غضبه فقد يتمادى وإنما قدموا له النصيحة بعد أن يسكن غضبه وتهدأ نفسه فهو أحرى أن يستجيب ولينصرف من غضِب عليه من أمامه بهدوء حتى لا يزداد الموقف سوءا ولا حرج عليكم في الدّفاع عن أمكم بل هو مطلوب منكم لكن لا عن طريق مصارعة الأب وإنما أن تنصرفوا بأمكم بهدوء من الميدان، بعد أن تذكّروا أباكم بالله وترشدوه إلى الاستعاذة من الشيطان، أعانكم الله ووفقنا الله وإياك لكل خير.
‰الشيخ محمد صالح المنجد