30 - وعن عبد الله بن عكيم قال: خطبنا أبو بكر فقال:
أما بعد: فإني أوصيكم بتقوى الله عز وجل، وأن تثنوا عليه بما هو أهله، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، وأن تجمعوا الإلحاف بالمسألة، فإن الله عز وجل أثنى على زكريا وعلى أهل بيته فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (?). ثم اعلموا عباد الله أن الله عز وجل قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله فيكم، لا تفنى عجائبه، ولا يطفأ نوره، فصدقوا قوله، وانتصحوا كتابه، واستبصروا فيه ليوم الظلمة، فإنما خلقكم للعبادة، ووكل بكم الكرام الكاتبين، يعلمون ما تفعلون.
ثم اعلموا عباد الله إنكم لتغدون وتروحون في أجل قد غُيِّبَ عنكم علمه، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل لله فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله، فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي فتردكم إلى سوء أعمالكم، فإن قومًا جعلوا آجالهم لغيرهم، فنسوا أنفسهم، فنهاكم أن تكونوا أمثالهم. الوحاء الوحاء (?)، النجاء النجاء، إن وراءكم طالبًا حثيثًا مَرُّه سريع. رواه ابن أبي شيبة، وأبو نعيم، والحاكم (?) وغيرهم (?).