وهذا الموضوع ألف فيه العلماء ابتداء من أبي الحسن المدائني (132 - 224 هـ) واستمر التأليف إلى الإربلي (ت: 619 هـ)، ثم لا نجد مؤلفًا في ذلك إلى زمن الشيخ علي القاري (ت: 1014 هـ)، ثم عاد العلماء إلى التأليف فيه في القرن الرابع عشر.
وهو جدير بالاهتمام الشديد، إذ (أخطب الخطباء رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه أفصح العرب لسانًا، لا بيان كبيانه، ولا كلام يعدل كلامه، أُيد بالحكمة، وحف بالعصمة، فبذَّ الناطقين، وحاز قصب السابقين، فصلى الله عليه وعلى جماعة النبيين) (?).
وخطب النبي صلى الله عليه وسلم: (هي الأصل الأصيل، واقتفى آثارها الخلفاء الراشدون، وأكثر السلف ... قاله أبو عبد الله بن الطيب الشرقي في حواشيه على القاموس) (?).
وترجع صلتي بالقاري إلى بداية طلبي العلم حين قرأت كتابيه: المصنوع في معرفة الحديث الموضوع، وفتح باب العناية بشرح كتاب النقاية (الجزء الأول)، اللذين حققهما وعلَّق عليهما العلامة الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة (ت: 1417 هـ).
ومن ذلك الوقت وأنا أتابع كتبه، وأسعى إلى الحصول عليها، وصورت قسمًا منها من مكتبة الأوقاف العامة في بغداد، والجامعة الإسلامية ومكتبة