واستوائها والتئام أجزائها وعدم الفطور والشقوق فيها على تمام حكمته وقدرته. وكذلك ما فيها من الشمس والقمر والكواكب والعجائب التي تتقاصر عقول البشر عن قليلها، ثم هي مع ذلك مقر ملائكته الرب، وحل دار جزائه؛ ومهبط ملائكته ووحيه، وإليها تصعد الأرواح وأعمالها وكلماتها الطيبة.
بدأ سبحانه خلقها من بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض وهو الدخان، قال تعالى (?) : {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فُصّلَت: 11] . فتأمل خلق السماء وارجع البصر فيها كرة بعد كرة كيف تراها من أعظم الآيات في ارتفاعها وسعتها، وقرارها بحيث لا تصعد علوًا كالنار، ولا تهبط نازلة كالأجسام الثقيلة، ولا عمد تحتها تقلها أو علاقة ترفعها؛ بل هي ممسوكة بقدرة الله الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا.
ثم تأمل ما وضعت عليه من هذا اللون الذي هو أحسن