منه كل قربة ولك إناء معهم. وأن جماعة شبعت من بُرْمَةِ بقدر جسم القطا. وأن جِذْعًا حن حنين الناقة العشار إلى ولدها. وأن الحصا كان يسبح في كفه وكف أصحابه تسبيحًا يسمعه الحاضرون، وأن الحجر كان يسلم عليه سلامًا يسمعه بأذنه، وأن بطنه شق من ثغرة نحره إلى أسفله ثم استخرج قلبه فغسل ثم أعيد وهو حي ينظر، وأن شجرتين دعا بهما فأقبلتا تجران الأرض حتى قامتا بين يديه فالتزقتاه، ثم رجعت كل واحدة منهما إلى مكانها.
إلى أمثال ذلك من المعجزات التي هي من أعظم الأدلة على الخالق سبحانه، وصفاته، وأفعاله، وصدق رسله، واليوم الآخر.
هذا وإن القرآن وحده لمن جعل الله له نورًا أعظم آية ودليل وبرهان على هذه المطالب، قال تعالى لمن طلب آية تدل على صدق رسوله: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [العَنكبوت: 51] ففيه الحجة والدلالة على أنه من الله، وعلى أن الله سبحانه أرسل به رسوله، وأن الذي جاء به أصدق خلق الله وأبرهم وأكملهم علمًا وعملاً ومعرفة، فيه ما يوجب لمن اتبعه السعادة وينجيه من العذاب. فاتقوا الله واعتبروا يا أولي الألباب.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا