الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد؛ بل أصل عقيدتهم: أن الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته، وأن المسيح ابنه فدينهم عبادة الصلبان، ودعاء الصور المنقوشة في الحيطان، يقولون في دعائهم: يا والدة الإله ارزقينا، واغفري لنا وارحمينا.
ومن دينهم شرب الخمور، وأكل الخنزير، وترك الختان، والتعبد بالنجاسات، واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة، والحلال ما حلله القس، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، والذنب هو الذي غفره.
ويعتقدون أن أرواح الأنبياء عليهم السلام كانت في الجحيم في سجن إبليس من عهد آدم إلى زمن المسيح بسبب خيطئة آدم وأكله من الشجرة، وأن كل من مات من بني آدم أخذه إبليس وسجنه في النار بذنب أبيه. قالوا: ثم إن الله لما أراد رحمتهم وخلاصهم من العذاب تحيل على إبليس بحيلة؛ فنزل عن عرشه، ودخل في رحم مريم، وأقام هناك تسعة أشهر بين الحيض والبول، ثم خرج طفلاً صغيرًا يرضع ويبكي، ويأكل ويشرب، ويبول وينام، ويألم؛ ثم لما كبر وصار رجلاً مَكَّنَ أعداءَه اليهودَ من نفسه حتى صلبوه وسمروا يديه ورجليه وصفعوه ووضعوا الشوك على رأسه، فخلصهم بذلك من الشيطان، ولذلك سموه (المخلص) . قالوا: ومن أنكر صلبه، أو شك فيه، أو قال بأن الإله يجل عن ذلك: فهو في سجن إبليس معذب حتى يقر بذلك. هذه قصة (الفداء) التي زعموا يرددونها على رأس سنتهم الميلادية، ويُدَرِّسونَها؛ وهي أهم دليل عندهم في الدعوة إلى التنصير؛ وهي كما تسمعون غاية النقص المنافي لكمال الله حتى عند النصارى، ويستحيل في العقول السليمة