لا يقدر على فعله، ولا على ما لا قدرة له على تركه.
وأنه حليم، كريم، واجد، محسن، ودود، صبور، شكور، يطاع فيشكر، ويعصى فيغفر، لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله، ولا أحب إليه المدح منه، ولا أحب إليه العذر منه، ولا أحد أحب إليه الإحسان منه، فهو محسن يحب المحسنين، شكور يحب الشاكرين، جميل يحب الجمال، طيب يحب كل طيب، نظيف يحب النظافة، عليم يحب العلماء من عباده، كريم يحب الكرماء، قوي والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف، بر يحب الأبرار، عدل يحب أهل العدل، حيي ستير يحب أهل الحياء والستر، عفو غفور يحب من يعفو عن عباده ويغفر لهم.
صادق يحب الصادقين رفيق يحب الرفق، جواد يحب الجود وأهله. رحيم يحب الرحماء، وتر يحب الوتر.
[وبالجملة] فكل صفة غليا، واسم حسن، وثناء جميل، وكل حمد ومدح وتسبيح وتنزيه وتقديس وجلال وإكرام فهو لله - عز وجل - على أكمل الوجوه وأتمها وأدومها.
وجميع ما يوصف به ويذكر به ويخبر عنه به فهو محامد له وثناء عليه وتسبيح وتقديس- فسبحانه وبحمده لا يحصى أحد من خلقه ثناءً عليه لكثرة صفاته وكمالها، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني به عليه خلقه، فله الحمد أولاً وآخرًا، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، ورفيع مجده وعلوِّ جَدِّه.
فاتقوا الله عباد الله واقدروه حق قدره. أعوذ بالله من الشيطان