له: اذهب فادخل الجنة. قال: فيأتيها فيخيل إليه أنها ملآ، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملآ. فيقول له: اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشر أمثالها. قال: فيقول: أتسخر بي وتضحك بي وأنت الملك؟ قال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك حتى بدت نواجذه. قال: فكان يقول: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة» .
وأهل الجنة يستوعبون كثيرًا مما أعد لهم من النعيم لكمال حياتهم وضخامة أجسامهم، وتوافر قواهم ومع ذلك لا يبلون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يمنون روى الحاكم بسنده في صحيحه قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من اليهود، فقال: يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون- ويقول لأصحابه إن أقر لي بهذا خصمته- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بلى والذي نفس محمد بيده، إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع» . فقال له اليهودي: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «حاجتهم عَرَقٌ يفيض من جلودهم مثل المسك، فإذا البطن قد ضمر» ، وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يدخل أهل الجنة الجنة جردًا، مردًا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، وهم على خلق آدم ستون ذراعًا» (?) .
ولأهل الجنة طرب ولذة حين يسمعون غناء الحور العين بالتسبيح والتمجيد والتقديس والثناء على الرب - عز وجل -، وأكملهم فيه أصونهم لنفسه في هذه الدار عن الحرام، روى الترمذي عن علي