قال: «لو أن الجن والإنس والشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفًا واحدًا ما أحاطوا بالله أبدا» .
ومن صفاته العظيمة: «غناه التام» فإنه {يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} [الأنعَام: 14] ، وفي قراءة ولا يَطْعَمُ بفتح الطاء فهو الغني بذاته عن كل ما سواه. ومن مخلوقاته الملائكة وهم صمد لا يأكلون ولا يشربون كما ذكر الله ذلك عنهم في قصة ضيف إبراهيم {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ} [هُود: 70] .
عباد الله هذه الآيات والأحاديث وما في معناها تدل بداهة على وجود الله تبارك وتعالى وعظمته، وأنه محسوس لبعض الخلق ببعض الحواس الخمس؛ فقد أدرك موسى كلامه بحاسة سمعه {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النِّساء: 164] وآدم {قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} [البَقَرَة: 33] وتسمع كلامه الملائكة {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سَبأ: 23] ، وأنه يمكن الإحساس به فيرى يوم القيامة، ويسمع كلامه. والإنسان يقر بوجود أشياء لا يحس بها هو كوجود بعض الأماكن والأمم وأجداده الذين لم يدركهم؛ بل ومادته التي كُوِّن منها لا يحس بها هو ولا ينكرها عاقل (?) ، لكنه يمكن أن يحس بها غيره.