عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين. قال الله: حمدني عبدي. فإذا قال: الرحمن الرحيم. قال الله: أثنى علي عبدي. فإذا قال العبد: مالك يوم الدين. قال الله: مجدني عبدي، فإذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين. قال: هذه بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل» فهذا يقوله سبحانه وتعالى لكل مصل قرأ الفاتحة، فلو صلى الرجل ما صلى من الركعات قيل له ذلك، وفي تلك الساعة يصلي من يقرأ الفاتحة من لا يحصي عدده إلا الله، وكل واحد منهم يقول الله له كما يقول لهذا.
«وكرسيه قد وسع السموات والأرض، ولا يؤده حفظهما» فإذا كان لا يؤوده خلقه ورزقه على هذه التفاصيل؛ فكيف يؤوده العلم بذلك، أو سمع كلامهم، أو رؤية أفعالهم، أو إجابة دعائهم؟
ومن عظمته سبحانه أنه يكلم العباد يوم القيامة ويحاسبهم لا يشغله هذا عن هذا. وذلك المحاسب لا يرى أنه يحاسب غيره. قيل لابن عباس: كيف يحاسبهم في ساعة واحدة؟ قال: كما يرزقهم في ساعة واحدة.
ومن عظمته سبحانه أن الخلق كلهم لا يحيطون به روى ابن أبي حاتم بسنده إلى أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في تفسير قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعَام: 103] .