ويبين لهم عواقبها الوخيمة، بل ويحذر جميع الأمة على ألسن الصحابة المأمورين بالتبليغ عنه - صلى الله عليه وسلم - كما في هذا الحديث الجليل.
وفي أحاديث أخر بين عقوبات ذنوب بعينها، وذكر ما أطلعه الله عليه من عذاب أصحابها في قبورهم، أو ما يحصل لهم يوم بعثهم ونشورهم، أو بعد أن يستقر بهم القرار.
فمن ذلك: الأخذ من بيت المال بغير حق، ذكر الإمام أحمد من حديث أبي رافع رضي الله عنه، قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع- مقابر في المدينة- فقال: «أف لك أف لك» فظننت أنه يردني قال: «لا. ولكن هذا قبر فلان بعثته ساعيًا إلى آل فلان فَغَلَّ نمرة فدرع الآن مثلها من نار» . وروى الإمام أحمد أيضًا عن أبي رافع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لما عرج بي مررت على قوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم. فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم» يعني: بالغيبة والبهت. ومن ذلك شرب المسكرات، ففي صحيح مسلم من حديث جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل ما أسكر حرام، وإن على الله - عز وجل - عهدًا لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال. قيل: وما طينة الخبال قال: عصارة أهل النار» و «المسكر» هو الخمر الكبرى، وبابه الخمر الصغرى، وهو التنباك (?) . ومن ذلك تصوير ذوات الأرواح بالرسم أو بالنحت أو بالفتغراف (?) في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: