زهرة الدنيا
وانقسام الناس بالنسبة إليها
الحمد لله الذي كتب الآثار والأعمال، وقسم المعايش والأموال، خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً وهو على كل شيء
قدير.
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [التّغَابُن: 2] .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جل عن الشبيه والنظير، وتعالى عن الشريك والظهير.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أعرف الخلق بربه، وأقومهم بأمره، وأنصحهم لخلقه؛ لم يتركهم حتى أوقفهم على الجادة البيضاء، وحذرهم من المتاهة في البيداء، وضرب لهم الأمثال، وقسم الناس بالنسبة إلى الأموال، وكان مع الفقر أصبر الفقراء، ومع الغني أشكر الأغنياء. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أعلم الناس بسنة نبيهم وأتبعهم لها، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب الناس، فقال: «إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض. قيل: