فأوصيكم وإياي عباد الله بمداومة الإعراض عما لا يحل من النظر، فقد علمتم ما في ذلك من الضرر، كما عرفتم ما في غض البصر من الفوائد دنيا وأخرى.
واسألوا مقلب القلوب والأبصار الثبات على الدين، وتصريف القلوب إلى طاعة رب العالمين. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40، 41] .
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعل المحبة إلى الظفر سبيلا، وصرَّف عليها القلوب كما يشاء، وصرفها أنواعًا وأقسامًا بين بريته، وفصلها تفصيلا قسمها بين محب الرحمن، ومحب الأوثان، ومحب النيران، ومحب الصلبان، ومحب الأوطان، ومحب الإيمان، ومحب الألحان، ومحب القرآن، وفضل أهل محبته ومحبة كتابه على سائر المحبين تفضيلا، وهو الحكيم صاحب الفضل على من شاء والامتنان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يخلق ما يشاء ويختار. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله للإيمان مناديًا، وإلى الجنة داعيًا، وبكل معروف آمرًا، وعن كل منكر ناهيًا. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وكل من اتبعه داعيًا، وفي مرضاة ربه ومحابه ساعيًا.
عباد الله: وجاء في تحريم الفواحش ووجوب حفظ الفرج
قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أكثر ما يدخل الناس النار: الفم والفرج» أخرجه الترمذي