وفي مسند محمد بن إسحاق عن علي رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أخوف ما أخاف على أمتي النساء والخمر» (?) .
وفي المسند عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «النظرة سهم مسموم من سهام إبليس (?) فمن غض بصره عن محاسن امرأة أو أمرد لله أورث الله قلبه حلاوة العبادة إلى يوم القيامة» هذا معنى الحديث. وقال: «إياكم والجلوس على الطرقات» . قالوا: يا رسول الله مجالسنا ما لنا بد منها قال: «فإن كنتم لا بد فاعلين فأعطوا الطريق حقه. قالوا: وما حقه؟ قال: غضن البصر، وكف الأذى، ورد السلام» فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع منه مانع.
ومن آفاته أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات فيرى الإنسان ما ليس قادرًا عليه ولا صابرًا عنه.
وفي غض البصر عدة فوائد. أحدها: تخليص القلب من ألم الحسرة؛ فإن من أطلق نظره دامت حسرته. ومن فوائد غض البصر: أنه يورث القلب نورًا وإشراقًا يظهر على عينيه ووجهه وجوارحه. ومنها: أنه يورث قوة القلب وشجاعته وثباته. وفي الأثر «الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله» . ومنها: أنه يورث القلب