التفكر في القرآن، وثماره
الحمد لله الذي أنزل الكتاب المبين- لنقرأه تدبرًا، ونتأمله تبصرًا، ونسعد به تذكرا، ونحمله على أحسن وجوهه ومعانيه، ونصدق به ونجتهد على إقامة أوامره ونواهيه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله المرسلين، وقيوم السموات والأرضين.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فيا عباد الله: التفكر والتدبر هو المبدأ والمفتاح للخيرات كلها، وهو من أفضل أعمال القلب وأنفعها له، وهو يدعو إلى العمل، حتى قيل: «تفكر ساعة خير من عبادة سنة» ، وقال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: التفكر في نعم الله من أفضل العبادة. وقال عبد الله بن المبارك لبعض أصحابه وقد رآه متفكرًا: أين بلغت؟ قال: الصراط. وقال بشر: لو فكر الناس في عظمة الله ما عصوه. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: التفكر في الخير يدعو إلى العمل به.
فالفكر هو الذي ينقل من موت الفطنة إلى حياة اليقظة، ومن المكاره إلى المحاب، ومن الرغبة والحرص إلى الزهد والقناعة، ومن سجن الدنيا إلى فضاء الآخرة، ومن ضيق الجهل إلى سعة العلم