ولغيره، أو ينذرون لله ولغيره، أو يرجون أو يخافون معه غيره: فقد جاءوا بأعظم أسباب منع إجابة الدعاء وهو الشرك الأكبر، والذنب الذي لا يغفر.
وأما الذين منعهم الاستكبار عن عبادة الله ودعائه وطاعته فيسجازون بالجزاء الفظيع، وهو دخول جهنم صاغرين، ذليلين؛ حقيرين. روى الإمام أحمد بسنده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس يعلوهم كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجنًا في جهنم يقال له بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار» أعاذنا الله وإياكم منها بمنه وكرمه.
فاتقوا الله عباد الله وعليهم بالتقرب إلى رب العالمين وطلب مرضاته بعبادته ودعائه والبعد عن الإشراك به. أعوذ بالله من الشطيان الرجيم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البَقَرَة: 186] بارك الله ...
الخطبة الثانية
الحمد لله مجيب دعوة المضطر إذا دعاه، جابر المنكسر إذا لاذ بحماه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعبده، ولا أعبد معه سواه. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بصر الخلق بأسباب السعادة والنجاة، وحذرهم من كل ما يسخط الرب ويأباه. اللهم