السيئات؛ فإن السيئات تضعف الإيمان واليقين فيضعف قول لا إله إلا الله، فيصير المتكلم بها كالهاذي أو النائم أو من يحسن صوته بآية من القرآن من غير ذوق طعم وحلاوة، فإذا كثرت الذنوب ثقل على اللسان قولها، وكره العمل الصالح، وثقل عليه سماع القرآن، واستبشر بذكر غيره، واطمأن إلى الباطل، واستحلى الرفث ومخالطة أهل الباطل، وكره مخالطة أهل الحق- فمثل هذا إذا قال بلسانه ما ليس في قلبه، وبفيه ما لا يصدقه عمله. قال الحسن البصري- رحمه الله-: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال، فمن قال خيرًا قبل منه، ومن قال خيرًا وعمل شرًا لم يقبل منه.

فالذي يدخل النار ممن يقولها: إما أنهم لم يقولوها بالصدق واليقين التام المنافيين للسيئات، أو لرجحان السيئات، أو قالوها واكتسبوا بعد ذلك سيئة أو سيئات رجحت على حسناتهم.

فقد تواترت الأحاديث بأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة وما يزن خردلة، وما يزن ذرة. وتواترت بأن كثيرًا ممن يقول لا إله إلا الله يدخل النار ثم يخرج منها. وتواترت بأن الله حرم على النار أن تأكل أثر السجود من ابن آدم- فهولاء كانوا يصلون ويسجدون لله. وتواترت بأنه يحرم على النار من قال لا إله إلا الله وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، لكن جاءت مقيدة بالقيود الثقال: بالصدق واليقين والإخلاص وعدم الشك.

فاحرص أيها المسلم أن تكون ممن يشهد أن لا إله إلا الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015