بالتوبة النصوح بقي للشيطان بالقلب خطرات ووساوس ولمَّات من غير استقرار، وذلك يضعفه ويقوي لمة الملك، فتأتي الأذكار والدعوات والتعوذات فتدفعه بأسهل شيء {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 98، 99] .
عباد الله: وجماع الطرق والأبواب التي يصان منها القلب وجنودُه أربعة فمن ضبطها وعدَّلها وأصلح مجاريها وصرفها في محالها اللائقة بها استفاد منها قلبه وجوارحه ولم يشمت به عدوه، وهي: الحرص، والشهوة، والغضب، والحسد. فمن كان حرصه إنما هو على ما ينفعه، وحسده منافسة في الخير: وغضبه لله على أعدائه، وشهوته مستعملة فيما أبيح له وعونًا له على ما أمر به: لم تضره هذه الأربعة؛ بل انتفع بها أعظم انتفاع (?) . إن أحسن الحديث ...