قال الكوفيون: فالجواب (أوحينا) والواو صلة، والواو عندهم تزاد مع (لما) و (حتى)؛ قال اللَّه تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} (الزمر: 73) أي: فتحت، وقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} (هود: 40) أي: فار، قال امرؤ القيس:

فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى. . .

أي: انتحى، ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ} (الصافات: 103 - 104) أي: ناديناه. (?)

هذا وزيادة الواو تغلب في القياس والاستعمال:

وقد تحذف كثيرًا من الجمل كقوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ} أي: وقلت، والجواب قوله تعالى: (تولوا)، وقوله: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (?)}. (?)

فهل يجوز أن تجيء واو العطف زائدة؟ .

ذهب الكوفيون إلى أن الواو العاطفة يجوز أن تقع زائدة؛ وإليه ذهب أبو الحسن الأخفش، وأبو العباس المبرد، وأبو القاسم بن برهان؛ من البصريين، وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز. . .

وقد انتصر الأنباري لرأي البصريين، وخرج سائر مواضع وقوع الواو في جواب الشرط على أنها عاطفة لا زائدة؛ لأنها وضعت لمعنى وهو العطف، وما بعدها ليس بجواب الشرط، وأن جواب الشرط محذوف ومقدر. (?)

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015