هذا قوله تعالى حكاية عن أحد إخوته: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، فالنهي عن القتل لا يكون إلا عند العزم عليه ومباشرة أسبابه.
لذلك حذف جواب (لما) لتذهب النفس في تصوره كل مذهب، وحذف هذا الجواب فيه دلالة على طول ما حدث منهم، وعلى غرابته وبشاعته؛ لذلك قدره الإمام الزمخشري فقال: فعلوا به ما فعلوا من الأذى، وأظهروا له العداوة، وأخذوا يُهينونه ويضربونه، وإذا استغاث بواحد منهم لم يُغثْه إلا بالإهانة والضرب. (?)
الوجه الثاني: جواب الشرط مذكور وله حينئذ احتمالان:
1 - أنه ليس المقترن بالواو.
2 - أنه المقترن بالواو وكلاهما له وجه بليغ في اللغة.
وتفصيل ذلك كما يلي:
قيل: جواب (لما) قولهم: {قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ}. (?)
أي: لما كان كيت وكيت قالوا. (?)
وقوله: (فلما ذهبوا به وأجمعوا) أدخلت (الواو) في الجواب كما قال امرؤ القيس:
فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى ... بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ (?)
فأدخل الواو في جواب (لما)، وإنما الكلام: فلما أجزنا ساحة الحي انتحى بنا، وكذلك: (فلما ذهبوا وأجمعوا)؛ لأن قوله: (أجمعوا. .) هو الجواب. (?)