طائفة منهما جماعه. (?)
عن مجاهد في هذه الآية: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (?)} قال: الطائفة واحد إلى الألف، {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}. (?)
فالعرب تحمل على اللفظ وعلى المعنى كما قال -عز وجل-: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}.
ألا ترى أن الطائفتين لما كانتا في المعنى جمعًا لم يرجع الضمير إليهما مثنى، لكنه جمع على المعنى. (?)
ويجوز تثنية اسم الجمع على تأويل: فرقتين وجماعتين. . . فالمراد من تثنية الجمع تضعيفه بجعله مثلين من نوعين، فلا تدافع بين التثنية والجمع. .
كما قال الشاعر:
لنا إبلان فيهما ما علمتم ... فعن أيةٍ ما شئتم فتنكبوا
والمشهور في الكتب: فعن أيها بتأنيث الضمير؛ على أنه راجع إلى فرقة وقطعة، وقوله: "فعن أيها" أعاد الضمير على مجموع الإبلين؛ لأنها جماعة. (?)
وإذا قالوا: إبلان فإنما يريدون قطعتين من الإبل. . أرادوا به قطعتين: قطعة في جهة، وقطعة في أخرى، أو قطعتين من الإبل والغنم، أو إبلًا موصوفة بصفة غير الإبل الأخرى لتفيد التثنية معنًى ما، والمعنى: لنا قطيعان من الإبل فيهما ما علمتم من قرى الأضياف وتحمل الغرامات، فخذوا عن أيهما ما شئتم وأردتم، فإنها مباحةٌ غير ممنوعة. (?)