أولًا: إن هذه الحكومات والمنظمات الغربية ترفع شعارات (حقوق الإنسان) كمبرر لهذه الحملة المشبوهة ونحن لا ننتظر أن نتعلم حقوق الإنسان من الغرب أو من الشرق، فالإسلام يكفل حقوق كل إنسان في المجتمع كبيرًا أو صغيرًا، رجلًا أو امرأة بما يحقق للمجتمع الإسلامي كله الاستقرار والترابط الأسرى والتراحم والأواصر العائلية وصلة الرحم بين الأهل وبين أفراد المجتمع، وهى كلها قيم متأصلة في مجتمعنا بحمد اللَّه، ونابعة من ديننا الحنيف، ولا تعرفها كل هذه المجتمعات التي تتحدث عن حقوق الإنسان، وترفع شعاراته، وتريد أن تفرض وصايتها علينا فكرًا وسلوكًا ومعتقدًا تحت هذه الشعارات الخادعة والزائفة.

ثانيًا: إن أول حقوق الإنسان هو حقه في حرية ممارسة عقيدته، وحقه في أن يسلك أمور حياته الشخصية والعائلية والخاصة بما يتفق مع معتقده طالما أنه في هذا المسلك لا يعتدي على غيره أو يضر به أحدًا، ومن هنا فإن أبسط حقوق أي إنسان أن يتبع ما يعتنقه من أمور دينه، ومن البديهي أن ذلك ينطبق على قضية ختان الإناث التي تثيرها هذه المنظمات الأجنبية ذات الأهداف المشبوهة إذ أن التزام معظم المصريين بسنة ختان الإناث والتي تصل إلى 85% من النساء كتقدير وزارة الصحة إنما يرجع إلى الارتباط بالدين والالتزام بأوامره، ومن ثم فإنه لا يحق لأي أجنبي أن يتدخل في هذا الأمر الذي يبلغ أقصى درجات الخصوصية والحساسية فيحاول منعه بالقوة كما يطالب هؤلاء، بل وأكثر من ذلك يطالبون بمعاقبة من يلتزمون به من المسلمين، ومن يقومون بإجرائه من الأطباء فأين إذن حقوق الإنسان المزعومة التي يتشدق بها هؤلاء؟ .

ثالثًا: يدعى هؤلاء أن إجراء الختان للطفلة قبل سن الرشد هو اعتداء على حقوقها (حيث أن قرار الختان يكون للأبوين وليس للطفلة) وهذا الادعاء يقوم على نمط التفكير الغربي المنحرف الذي لا يجعل الأب مسئولًا عن تربية أبنائه، بل ويحرض الأبناء على أبيهم تحت شعارات (حقوق الطفل) أما في الشريعة الإسلامية فإن الأب أو الولي الشرعي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015