يقول: حذرني ابن عباس غدرة الفاسق، ولكني اطمأننت إليه وظننت أنه لن يؤثر شيئًا على نصيحة الأمة، ثم انصرف عمرو وأهل الشام إلى معاوية وسلموا عليه بالخلافة، ورجع ابن عباس وشريح بن هانىء إلى علي، وكان إذا صلى الغداة يقنت فيقول: اللهم العن معاوية، وعمرًا، وأبا الأعور السلمي، وحبيبًا، وعبد الرحمن بن خالد، والضحاك بن قيس، والوليد. فبلغ ذلك معاوية، فكان إذا قنت لعن عليًا، وابن عباس والأشتر، وحسنًا، وحسينًا. (?)
والجواب: الرواية منكرة، وإسنادها واه. وفيها ما يلي:
1 - الانقطاع: لأن الطبري لم يذكر من حدثه عن أبي مخنف، وبينه وبين أبي مخنف اثنان أو ثلاثة.
2 - لوط بن يحيى، أبو مخنف إخباري تالف لا يوثق به. تركه أبو حاتم وغيره، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال يحيى بن معين: ليس بثقة، وقال مرة: ليس بشيء، وقال بن عدى: شيعي محترق صاحب أخبارهم. (?)
3 - أبو جناب الكلبي، ضعيف، وقال أبو حاتم: صدوق مدلس ولم يصرح (?)، وقال ابن سعد: أبو جناب الكلبي واسمه: يحيى بن أبي حية، وكان ضعيفًا في الحديث. (?)
4 - والحكاية مرسلة، أبو جناب لم يشهد الحدث، والمرسل ضعيف لا تقوم به الحجة.
هذا، وللرواية طريق آخر عند ابن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر ابن عبد اللَّه بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة عن عمرو بن الحكم بنحوه. (?)
وهذا إسناد يزيد الأول ضعفًا ويؤكد على رد روايته؛ لأن متابعة الكذابين لبعض تؤكد كذبهم كما أن متابعة المقبولين والثقات لبعض تؤكد صحة الرواية، وإليك ما فيه: