قال الذهبى: وعمل أبو حنيفة والشافعي وغيرهما بحديثه: "من أكل ناسيًا، فليتم صومه" (?)، مع أن القياس عند أبي حنيفة: أنه يفطر، فترك القياس لخبر أبي هريرة.
وقال: بل قد ترك أبو حنيفة القياس لما هو دون حديث أبي هريرة في مسألة القهقهة (?).
قال الحافظ: وقد ترك أبو حنيفة القياس الجلي لرواية أبي هريرة وأمثاله كما في الوضوء بنبيذ التمر، ومن القهقهة في الصلاة وغير ذلك وأظن أن لهذه النكتة أورد البخاري حديث ابن مسعود، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَنِ اشْتَرَى شَاةً مُحفَّلَةً، فَرَدَّهَا فَلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا. وَنَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُلَقَّى الْبُيُوع (?). عقب حديث أبي هريرة إشارة منه إلى أن ابن مسعود قد أفتى بوفق حديث أبي هريرة فلولا أن خبر أبي هريرة في ذلك ثابت لما خالف ابن مسعود القياس الجلي في ذلك (?).
الشبهة الرابعة عشر يقولون: إن أبا هريرة كان يضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وكان يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به، حدثت به أو لم أحدث. والرد على ذلك من وجوه
الوجه الأول: الحديث لا يصح فلا يحتج به وإليك رواياته:
1 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حدث عني حديثًا هو لله - عز وجل - رضي؛ فأنا قلته وإن لم أكن قلته" (?).