قال ابن كثير: هذا الحديث مما قد توهم به بعض الأغبياء من أهل البدع وغيرهم، كلٌ مدعٍ أنه كان يريد أن يكتب في ذلك الكتاب ما يرمون إليه من مقالاتهم، وهذا هو التمسك بالمتشابه، وترك المحكم. وأهل السنة يأخذون بالمحكم، ويردون ما تشابه إليه، وهذه طريقة الراسخين في العلم كما وصفهم الله عز وجل في كتابه. وهذا الموضع مما زلَّ فيه أقدام كثيرٍ من أهل الضلالات، وأما أهل السنة فليس لهم مذهبٌ إلا اتباع الحق يدورون معه كيفما دار. وهذا الذي كان يريد - رضي الله عنه - أن يكتبه قد جاء في الأحاديث الصحيحة التصريح بكشف المراد منه (?).
الوجه الثاني: اعتقاد الصحابة ومن تبعهم عصمةَ النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67] واعلم أن الأمة مجمعةٌ على