والجواب أن هذه الزيادة المنسوبة إلى نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - تفرد بها الواقدي عن شيخه هشام بن محمد بن السائب الكلبي، ولم ترد إلا من طريقه، وهو متروك الرواية متهم بالكذب وشيخه رافضي جلد متروك الرواية كما سبق. قال ابن الصلاح في مشكله هذا الحديث أصله في البخاري من حديث أبي أسيد الساعدي دون ما فيه إن نساءه علمنها ذلك، قال: وهذه الزيادة باطلة.
وقال ابن حجر: وفي رواية للواقدي أيضًا منقطعة أنه دخل عليها داخلٌ من النساء وكانت من أجمل النساء، فقالت: إنك من الملوك؛ فإن كنت تريدين أن تحظي عنده فاستعيذي منه. . . . الحديث. وأصل حديث أبي أسيد عند البخاري كما قال ابن الصلاح وعند مسلم من حديث سهل بن سعد نحوه وسماها أميمة بنت النعمان بن شراحيل، وفي ظاهر سياقه مخالفة لسياق أبي أسيد ويمكن الجمع بينهما وهو أولى من دعوى التعدد في الجونية. وللشيخين أيضًا من حديث عائشة أن ابنة الجون لما دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك، وسماها ابن ماجه من هذا الوجه عمرة، ورجح ابن منده أميمة، وقيل: اسمها العالية، وقيل: فاطمة. ووقع نحو هذه القصة في النسائي؛ وقال إنها من كلب والحق أنها غيرها؛ لأن الجونية كندية بلا خلاف، وأما الكلبية فهي سناء بنت سفيان بن عوف بن كعب بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب؛ حكاه الحاكم وغيره. (?)
الرواية الثالثة: عن عباس بن سهل قال: سمعت أبا أسيد الساعدي يقول: لما طلعت بها على الصرم تصايحوا وقالوا: إنك لغير مباركة ما دهاك؟ فقالت: خدعت فقيل لي: كيت وكيت للذي قيل لها، فقال أهلها: لقد جعلتنا في العرب شهرة، فبادرت أبا أسيد الساعدي فقالت: قد كان ما كان فالذي أصنع ما هو؟ فقال: أقيمي في بيتك واحتجبي إلا من ذي محرم ولا يطمع فيك طامع بعد رسول الله فإنك من أمهات المؤمنين، فأقامت لا يطمع فيها طامع