فقال له علي: أخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف علي عنه ثم أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله: إنه لمجبوب ماله ذكر. (?) فهذا ما يغني عن هذا الكذب والحمد لله.

قال ابن الجوزي: فإن قال قائل: ظاهر هذا الحديث يدل على أن عليًّا -رضي الله عنه- أراد قتله، وقد روي في حديث آخر صريحًا، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: "يا علي، خذ السيف فإن وجدته عندها فاقتله" فكيف يجوز القتل على التهمة؟ فقد أجاب عنه ابن جرير الطبري، وقال: من الجائز أن يكون قد كان من أهل العهد وأنه لم يسلم، وقد كان تقدم إليه بالنهي عن الدخول إلى مارية، فلم يقبل فأمر قتله لنقض العهد (?)، ولهذا الحديث رواية أخرى عن عبد الله بن عمرو ولكن جعل مكان علي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: أخرجها ابن عبد الحكم في فتوح مصر فقال: حدثنا هاني بن المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري أحسبه عن عبد الله بن عمرو، قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أم إبراهيم أم ولده القبطية. فوجد عندها نسيبًا لها كان قدم معها من مصر، وكان كثيرًا ما يدخل عليها فوقع في نفسه شيء فرجع فلقيه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فعرف ذلك في وجهه فسأله فأخبره، فأخذ عمر السيف ثم دخل على مارية وقريبها عندها، فأهوى إليه بالسيف فلما رأى ذلك كشف عن نفسه وكان مجبوبًا ليس بين رجليه شيء، فلما رآه عمر رجع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن جبريل أتاني فأخبرني: أن الله عزَّ وجلَّ قد برأها وقريبها وأن في بطنها غلامًا مني وأنه أشبه الخلق بي، وأمرني أن أسميه إبراهيم وكناني بأبي إبراهيم. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015