بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إني ذاكر لك أمرًا فلا عليك أن لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك"، وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه قالت: ثم قال: "إن الله قال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} إلى تمام الآيتين، فقلت له: ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله، ورسوله، والدار الآخرة. (?)
وقد سبق في ألفاظ هذا الحديث عن ابن عباس، وجابر -رضي الله عنه- أن ذلك كان بعد اعتزاله -صلى الله عليه وسلم- لنسائه شهرًا.
ولهذا قال ابن حجر: وقد أخرج مسلم أيضًا من طريق سماك بن الوليد، عن ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب، قال: (لما اعتزل النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه دخلت المسجد)، وذكر الحديث بطوله وفي آخره قال: (وأنزل الله آية التخيير) فاتفق الحديثان على أن آية التخيير نزلت عقب فراغ الشهر الذي اعتزلهن فيه، واختلف الحديثان في سبب الاعتزال ويمكن الجمع بأن يكون القضيتان جميعًا سبب الاعتزال؛ فإن قصة المتظاهرتين خاصة بهما، وقصة سؤال النفقة عامة في جميع النسوة، ومناسبة آية التخيير بقصة سؤال النفقة أليق منها بقصة المتظاهرتين (?).
وقد سبق القول في ذلك وبيانه في الفقرة قبل هذه.
موقف عائشة -رضي الله عنها- من إبراهيم الذي ولدته مارية:
أولًا: هل صح أن عائشة رمت مارية تصريحًا، أو تعريضًا بسبب الغيرة لما ولدت مارية إبراهيم؟ ! حيث رأى البعض ذلك وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر عليًّا -رضي الله عنه- بضرب عنق ابن عم مارية فوجده مجبوبًا.
والجواب عن ذلك عن طريق إيراد الروايات التي وردت في ذلك وبيان حالها.
أولًا: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أهديت مارية إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعها ابن عم لها قالت: فوقع عليها وقعة فاستمرت حاملًا قالت: فعزلها عند ابن عمها قالت: فقال أهل الإفك والزور من حاجته إلى الولد ادعى ولد غيره وكانت أمه قليلة اللبن فابتاعت له ضائنة لبون فكان يغذى بلبنها فحسن عليه لحمه، قالت عائشة: فدخل به على النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فقال: "