هاشم، واصطفاني من بني هاشم". (?)

وقد أشار النووي رحمه الله إلى أنّ بني هاشم أفضل العرب لا يدانيهم في الأفضلية إلا بنو المطلب مستدلًا بهذا الحديث.

ويقول المباركفوري: قوله: "إن الله اصطفى" أي اختار. يقال استصفاه واصطفاه، إذا اختاره وأخذ صفوته والصفوة من كل شيء خالصه وخياره (?).

ومن ذلك أيضًا ما ورد عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم، وخير الفريقين، ثم خير القبائل؛ فجعلني من خير القبيلة، ثم خص البيوت فجعلني من خير بيوتهم؛ فأنا خيرهم نفسًا وخيرهم بيتًا" (?)

أي: أصلًا إذا جئت من طيب إلى طيب إلى صلب عبد الله بنكاح لا سفاح.

ومما يدل على أنّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانت له مكانة عند قومه، من جهة النسب شهادة أعدائه كما ورد في قصة أبي سفيان وهو مشرك، ومن ألد أعداء صاحب الرسالة آنذاك مع هرقل ملك الروم عندما وجه إليه أسئلة عديدة تتعلق بشخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - من بينها: (كيف نسبه فيكم؟ قال أي أبو سفيان: هو فينا ذو نسب. ثم قال هرقل في آخر القصة: سألتك عن نسبه فذكرت أنّه فيكم ذو نسب، فكذلك تبعث الرسل في أنساب قومها). (?)

يقول النووي: (أي في أفضل أنسابهم). ومما يدل على ذلك أيضًا ما جاء على لسان مفوض مشركي قريش عتبة بن أبي ربيعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال عند افتتاح كلامه مع الرسول: (يا ابن أخي إنّك منّا حيث قد علمت من السطة في العشيرة والمكانة في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم. . .). (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015