زيادة وتوضيح: جاء القرآن بالرد على الذين أنكروا البعث والجنة والنار فجاء الإقسام بالرد عليهم في كثير من الكلام المبتدأ منه، وغير المبتدأ كقولك في الكلام إلا والله لا أفعل ذاك جعلوا (لا) وإن رأيتها مبتدأة ردًا الكلام قد كان مضى، فلو ألقيت (لا) مما ينوى به الجواب لم يكن بين اليمين التي تكون جوابًا واليمين التي تستأنف فرق، ألا ترى أنك تقول مبتدئًا: والله إن الرسول لحق، فإذا قلت: لا والله إن الرسول لحق فكأنك أكذبت قومًا أنكروه فهذه جهة لا مع الإقسام وجميع الإيمان في كل موضع ترى فيه (لا) مبتدأ بها، وهو كثير في الكلام. (?)
رد هذا القول بعض العلماء فقال: لا يجوز لأن في ذلك حذف اسم (لا) وخبرها، وليس جواب السائل سأل فيحتمل ذلك نحو قوله: لا، لمن قال: هل من رجل في الدار؟ (?) ويقال أيضًا: هذا القول ليس بوجيه لقوله تعالى في سورة القيامة: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (?)}: يدل على أنه لم يرد الإثبات المؤتنف بعد النفي بقوله {أُقْسِمُ}. (?)
الوجه الخامس:
أنَّها لام أشبعت فتحتها فتولدت منها ألف كقوله: (أعوذ بالله من العقراب) يريد من العقرب، وهذا وإن كان قليلًا فقد جاء نظيره في قوله تعالى: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ} [إبراهيم: 37] بياء بعد الهمزة وذلك في قراءة هشام، فالمعنى (فلا أقسم) كقراءة الحسن وعيسى. (?)
زيادة وتوضيح: إن الام لام الابتداء، أشبدت فتحتها والعرب ربما أشبعت الفتحة بألف، والكسرة بياء، والضمة بواو.
فمثاله في الفتحة: قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي:
وتضحك مني شيخة عبشمية كأن لم ترى قبلي أسيرًا يمانيًا (?).
فالأصل: كأن لم تر ولكن الفتحة أشبعت.