لكون المقسم به فوق ما يقسم به، والمقسم صار الأمير بل برأس السلطان ويقول لا أقسم بكذا أمر مريد لكونه في غاية الجزم.

والثاني: يدل عليه أن هذه الصيغة لم ترد في القرآن والمقسم به هو الله تعالى أو صفة من صفاته وإنما جاءت أمور مخلوقه والأول لا يرد عليه إشكال إن قلنا أن المقسم به في جميع المواضع رب الأشياء (?).

الوجه الثالث: أن (لا) على عادة العرب، فإنها ربما لفظت بلفظة (لا) من غير قصد معناها الأصلي، بل لمجرد تقوية الكلام وتوكيد كقوله تعالى: {قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ} (طه: 92 - 93) يعني: أنَّ تتبعني وقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12] أي: أنَّ تسجد.

وكقول أبي النجم: فما اللوم البيض ألا تسخرا لما رأين الشمط القفندرا. (?)

يعني: أنَّ تسخر.

وقول امرئ القيس:

فلا وأبيك ابنه العامري ... لا يدعى القوم أني أفر

يعني: وأبيك (?).

الوجه الرابع:

في قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (?) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (?)} (القيامة: 1 - 2).

وقوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (?)} فإنها زيدت في الكلام على نية الرد على المكذبين، كما في الكلام لا والله ماذا كما تقول، ولو قلت: والله ماذا كما تقول لكان غير أن إدخالك (لا) في الكلام أولا أبلغ في الرد. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015