يعد هناك إمكان لفصلها وفرزها وتنقية جوهر العقيدة منها.

ولم تجئ هذه الانحرافات كلها دفعة واحدة؛ ولكنها دخلت على فترات؛ وأضافتها المجامع واحدة بعد الأخرى، حتى انتهت إلى هذا الخليط العجيب من التصورات والأساطير، الذي تحار فيه العقول. حتى عقول الشارحين للعقيدة المحرفة من أهلها المؤمنين بها!

وقد عاشت عقيدة التوحيد بعد المسيح عليه السلام في تلامذته وفي أتباعهم. وأحد الأناجيل الكثيرة التي كتبت -وهو إنجيل برنابا- يتحدث عن عيسى عليه السلام بوصفه رسولًا من عند الله.

ثم وقعت بينهم الاختلافات. فمن قائل: إن المسيح رسول من عند الله كسائر الرسل.

ومن قائل: إنه رسول نعم ولكن له بالله صلة خاصة. ومن قائل: إنه ابن الله لأنه خلق من غير أب، ولكنه على هذا مخلوق لله. ومن قائل: إنه ابن الله وليس مخلوقًا بل له صفة القدم كالأب، ولتصفية هذه الخلافات اجتمع في عام 325 ميلادية "مجمع نيقية" الذي اجتمع فيه ثمانية وأربعون ألفًا من البطارقة والأساقفة. لصياغة قانون الإيمان فما هو الذي وصلوا إليه؟ .

يقول نص قانون الإيمان: "المنبثق عن مجمع نيقية عام 325 م. "نؤمن بإله واحد (?) آب (?) ضابط الكل (?) خالق السماوات والأرض ما يرى وما لا يرى (?). نؤمن برب واحد (?) يسوع المسيح (?) ابن الله الوحيد (?) المولود من الآب قبل كل الدهور (?)، نور من نور (?)، إله حق (?) من إله حق (?)، مولود غير مخلوق (?)، مساو للأب في الجوهر (?)، الذي به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015