الفصل الثاني: شرح معنى ألوهية المسيح، ومدى اتفاق النصارى على هذه العقيدة.
أولًا: نبذة تاريخية عن عقيدة المسيع، وكيف تبدلت مع ذكر قانون الإيمان المسيحي، وكيف انتزع من النصوص وكيف تطور:
1 - إن الذي جاء به عيسى عليه السلام من عند ربه هو التوحيد الذي جاء به كل رسول والإقرار بالعبودية الخالصة لله شأن كل رسول، فقد نشأ الجيل الأول بعد المسيح مؤمنًا بتوحيد الله وعبودية المسيح، وأنه كان نبيًّا رسولًا، ورأينا ذلك في ما سطره الإنجيليون والقديسون بما فيهم بولس من نصوص موحدة.
كما نستطيع القول بأن الجيل الأول من تاريخ النصرانية كان موحدًا بشهادة التاريخ حيث يقول بطرس قرماج في كتابه "مروج الأخبار في تراجم الأبرار" عن بطرس ومرقس: "كانا ينكران ألوهية المسيح"، فهذا معتقد تلاميذ المسيح المقربين. وجاء في دائرة المعارف الأمريكية: "لقد بدأت عقيدة التوحيد كحركة لاهوتية بداية مبكرة جدًّا في التاريخ أو في حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين"، وذلك لأنها بدأت مع بدء النبوات، واستنارت وتلألأت ببعثة عيسى عليه السلام وتعاليمه الموحدة لله.
وفي دائرة معارف لاوس الفرنسية: "عقيدة التثليث وإن لم تكن موجودة في كتب العهد الجديد ولا في عمل الآباء الرسوليين ولا عند تلاميذهم المقربين إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستانتي يدعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين في كل زمان، وكشف مؤخرًا عن وثيقة مسيحية قديمة نشرت في جريدة "التايمز" في 15 يوليو 1966 م وتقول: إن مؤرخي الكنيسة يسلمون أن أكثر أتباع المسيح في السنوات التالية لوفاته اعتبروه مجرد نبي آخر لبني إسرائيل. (?)
ولكن هذه العقيدة الناصعة أُدْخلت عليها التحريفات؛ بسبب دخول الوثنيين في النصرانية؛ وحرصهم على رواسب الوثنية التي جاءوا بها ومزجها بعقيدة التوحيد، حتى لم