- صلى الله عليه وسلم - وقيل: أسلمت قريش فنهضت منهم رجال وتخلف آخرون وأتى جبرائيل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد ماذا صنعت؟ لقد تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله وقلت ما لم يقل لك فحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك وخاف من الله خوفًا كبيرًا فأنزل الله تبارك وتعالى عليه وكان به رحيمًا يعزيه ويخفض عليه الأمر ويخبره أنه لم يكن قبله رسول ولا نبي تمنى كما تمنى ولا أحب كما أحب إلا والشيطان قد ألقى في أمنيته كما ألقى على لسانه - صلى الله عليه وسلم - فنسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم آياته أي فأنت كبعض الأنبياء والرسل فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} الآية فأذهب الله عن نبيه الحزن وأمنه من الذي كان يخاف ونسخ ما ألقى الشيطان على لسانه من ذكر آلهتهم أنها الغرانيق العلى وأن شفاعتهن ترتضى يقول الله حين ذكر اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى إلى قوله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [النجم: 26] أي فكيف تنفع شفاعة آلهتكم عنده فلما جاءه من الله ما نسخ ما كان الشيطان ألقى على لسان نبيه قالت قريش: ندم محمد على ما كان من منزلة آلهتكم عند الله فغير ذلك الحرفان اللذان ألقى الشيطان على لسان رسوله قد وقعا في فم كل مشرك فازدادوا شرًا إلى ما كانوا عليه". (?)
رابعًا: مرسل أبي العالية قال: قالت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما جلساؤك عبد بني فلان ومولى بني فلان فلو ذكرت آلهتنا بشيء جالسناك فإنه يأتيك أشارف العرب فإذا رأوا