ويدل على ما قلنا: أنه لو صح قولهم لما ظهرت المعجزات على يد عيسى - عليه السلام - لأن الله تعالى لا يصدق بالمعجزة من كذب موسى، فإن أنكروا معجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى، فإن اعترفوا ببعض معجزاته لزمهم تكذيب من نقل عن موسى - عليه السلام - لأنه قال: لا نبي بعدي (?).

قال الآمدي: وما ذكروه من قول موسى، فمختلق لم تثبت صحته عن موسى - عليه السلام -.

وقد قيل: إن أول من وضع ذلك لهم ابن الراوندي؛ ليعارض به دعوى الرسالة من محمد - صلى الله عليه وسلم -، لما ظهر من تسمحه في الدين. (?)

الوجه الثاني: أن اليهود ما كانوا يحتجون على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بشيء من هذا خاصةً من أسلم منهم، فلو كانت هذه الدعوى صحيحة لحاجُّوا بها أفضل الرسل - صلى الله عليه وسلم -.

قال ابن الجوزي: ومما يدل على كذبهم فيما ادعوا أن اليهود ما كانوا يحتجون على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بكل شيء، وكان نبينا مصدقًا لموسى - عليه السلام -، وحكم عليهم بالرجم عملًا بما في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015